أعمل معلمة رياض اطفال في مدرسة أهلية مع أن تخصصي فيزياء، أنا من النوع الاجتماعي جدا سريعة الاختلاط بالناس دائما مبتسمة وهذا ما يسهل علي التعرف بالاخرين
دائما أدير الحديث في المجالس التي أحضرها ولكن قبل فترة أصبت بنوبة من نوبات المرض (كرون) بسببها تركت العمل لمدة 10 اشهر قضيتها في البيت كفترة نقاهه بعدها احسست بتغيير مفاجي في حالتي الاجتماعية لانني تركت زميلاتي في العمل وانا كنت متعلقة جدا بصديقاتي وعملي
أصبحت لا أحب أن أختلط بالناس، أتجنب الاجتماعات حتى العائلية منها وعند التحاقي بوظيفة أخرى قررت ألا أتعرف على أحد وكنت دائما اجلس في غرفتي حتى عندما تقام الحفلات أخرج من الحفل دون أن أشعر أحد بخروجي وأتوجه الى غرفتي
لم يحاول احد ان يتجرأ ويتحدث معي وإذا أجبروا على الحديث كانوا ينادونني بمسمى الوظيفة التي اشتغل بها، مكثت على هذا الحال 3 شهور بعدها تقربت مني احدى الزميلات وبدات اتغير تدريجياأصبحت حالي أفضل من السابق ولكن اذا تحدثت وسط مجموعة أشعر بارتباك ورجفة في الصوت وصعوبة في التنفس وسرعة ضربات القلب
أصبحت علاقتي مع مجتمع عملي أفضل من السابق وتعلقت بصديقتي التي تقربت مني وهذه الفترة أعاني من صعوبة التواصل مع الاخرين افضل الجلوس بفردي لا اريد التحدث مع احد احاول تجاهل حديث الاخرين لا أعرف ماالذي أريده أشعر بحاله من الاحباط والاكتئاب مع محاوله الاخرين إخراجي من هذه الحاله ولكن دون فائدة
قد يكون من المهم أن اذكر أن اقرب صديقاتي يبتعدون عني بسبب سفرهم مثلا صديقتي التي كانت معي في ايام الدراسة تزوجت وانتقلت الى مدينة أخرى وصديقتي في العمل السابق أيضا
وصديقتي من أيام الدراسة والعمل وهي قريبة مني جدا هي ايضا تزوجت وانتقلت الى منطقة بعيدة عني واخر صديقة تعلقت بها في عملي الحالي ستنتقل ايضا الى منطقة اخرى بعد شهر تقريبا. أرجو مساعدتي على الاقل اخراجي من حالة الكابة التي اعانيها حاليا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عزيزتي فوفو لا يستطيع أحد أن يغير حالك سواك، فارسمي لنفسك الصورة التي تريدين أن تكوني عليها ثم حددي الخطوات التي توصلك لتلك الصورة.
ربما تكون حالتك المزاجية السيئة وضعف قدرتك على الاختلاط بالناس نتيجة شعورك بالوهن نتيجة مرضك الجسدي والذي هو مهاجمة جهاز المناعة للجهاز الهضمي.
وهو يحدث نتيجة الضغوط النفسية فما الذي يزعجك وتنكرينه، ابحثي في نفسك عن مصدر الألم النفسي وتعلمي التعامل معه فرغم قدرتنا المحدودة في تشكيل الواقع من حولنا غير أننا نملك تغيير طريقة تفكيرنا وتعاملنا مع الحياة.
مرضك الجسدي له جانب نفسي فاهتمي بتخفيف التوتر والذي لا تبدو أسبابه في سطورك.
ومع ذلك فمرضك قد يكون له تأثير في نقص بعض الفيامينات المهمة والمؤثرة على النشاط والمزاج مثل الحديد ومجموعة ب المختلطة(B12) فجربي عمل بعض التحاليل للتأكد من مستوى هذه المواد.
طبيعي أن يأتي الناس في الحياة ويذهبون لأسباب مختلفة ولكن لا يعني هذا انقطاع التواصل معهم خصوصا في وقتنا الحالي مع توفر وتنوع الاتصال المختلفة التي جعلت العالم مكانا صغيرا وخفف تأثير المسافات.
انظري لتنوع حياة الأصدقاء كإضافة لحياتك وخبراتك شاركيهم فرحهم وتعرفي على ظروفهم الجديدة بدلا عن نظرة الأسى والفراق.
تتأثر مشاعرنا عزيزتي بطريقة تفكيرنا وتقييمنا للأمور فتذكري الآثة الكريمة " وعسى أن تحبوا شيئا.
وهو شر لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" ففكري بإيجابية فعلى سبيل المثال فراقك لمن تألفين يعطيك فرصة جديدة لاكتساب مزيد من الأصدقاء.
الكاتب: د. حنان محمود طقش
المصدر: موقع المستشار